الرئيسية » الأخبار » أخبار الموسيقى » اخبار المؤتمرات والمهرجانات »   06 تشرين الأول 2018طباعة الصفحة

وزير الثقافة يشارك في افتتاح فعاليات مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية

 

شارك وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، مساء أمس، في بيت لحم، في فعاليات حفل افتتاح مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية، وتنظمه دار الكلمة الجامعية حتى الثاني عشر من الشهر الجاري، بمشاركته 12 فرقة محلية وعالمية، في عروض تتراوح ما بين الرقص المعاصر، والمسرح، والفنون التراثية، والسيرك، وغيرها من الفنون الأدائية للكبار والصغار.

وقال بسيسو بالحفل الذي انطلق بعرض راقص لبرامح مسرح الديار حول معاناة الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال: بهذا العرض المؤثر حمل هؤلاء البراعم رسالة فلسطين التي نريد أن تصل إلى كل اصقاع العالم بأنه رغم القهر والاضطهاد، ورغم كل جرائم الاحتلال، إلا أن هناك إرادة حقيقية هنا في فلسطين نتنفسها كما الهواء كل يوم، وهي إرادة الأمل والنضال من أجل الحرية.

ووجه بسيسو شكره لدار الكلمة الجامعية، ومؤسسها ورئيسها القس د. متري الراهب، على ما يبذله والعاملون في الدار من جهود لأجل "تثبيت الهوية الوطنية، وأيضاً الفعل الثقافي كجزء أصيل من نضالنا الوطني نحو الحرية"، واصفاً هذه الجهود على كافة المستويات بأنها انعكاس لـ"فلسطين التي نريد ونحب، حيث تتحول فلسطين إلى حالة ثقافية نضالية ملهمة على صعيد التقدم والتطور".

وأضاف: حين نتحدث عن مهرجان بيت لحم الدولي للفنون الأدائية، فإننا نتطلع إلى المستقبل بعين الأمل، وهذا حقنا كفلسطينيين، أن نرى أنفسنا مستقبلاً، رغم الجدار والاستيطان والجرائم اليومية للاحتلال، شعباً يعيش دون احتلال، ودون اضطهاد".

وقدم بسيسو شرحاً حول الجهود التي بذلتها الوزارة في بناء الجسور مع كافة المؤسسات الفلسطينية عامة، والتلحمية على وجه الخصوص، لأجل إنجاح فعاليات "بيت لحم عاصمة للثقافة العربية 2020"، منذ البدء في مساعي ترشيح المدينة التي تستحق لأن تكون وجه فلسطين الثقافي والحضاري إلى العالم لهذا الحدث الثقافي الوطني، وتحتضن فيه بيت لحم وفلسطين الفعل الثقافي العربي، والفعل الثقافي الوطني على كافة المستويات، بل وتمد جسوراً مع عمقها الإنساني أيضاً، مؤكداً أن "بيت لحم ببعدها الروحي، والتاريخي، والإبداعي، والنضالي، هي مهد لكل المعاني الفلسطينية، وهي العنوان الذي من خلاله تتلخص الحكاية الفلسطينية".

وأكد بسيسو أن نجاح هذا الاستحقاق لمدينة بيت لحم ولفلسطين يتطلب "جهداً كبيراً متمماً لكل ما قدمته ولا تزال بيت لحم للثقافة الفلسطينية والعربية والعالم"، وأن "ترشيحها لتكون عاصمة للثقافة العربية فقي العام 2020 لم يأت من فراغ، بل يتكامل مع مشروع وزارة الثقافة بالاحتفاء بمئويات ميلاد رواد الثقافة في فلسطين، حيث يصادف العام 2020 الذكرى المئوية لميلاد الروائي والكاتب والمترجم والناقد والفنان التشكيلي جبرا إبراهيم جبرا، وعليه لابد من تكامل الأدوار لصالح عام مميز في تاريخ الثقافة الفلسطينية، رغم كل التحديات والعراقيل التي يواصل الاحتلال فرضها لعرقلة كل فعل وطني ينقل رسالة فلسطين إلى العالم .. ونريد لصوت الإرادة أن يكون عنواننا نحو المستقبل".

وثمن بسيسو الجهد الذي تقوم به كافة المؤسسات الأكاديمية والثقافية والفنية ومؤسسات المجتمع المدني والمبدعات والمبدعين في بيت لحم، وشدد: دون هذه الشراكات التي عكفنا على تمتينها في السنوات الماضية لم نكن لنصل إلى هذا المرحلة، التي نقول فيها، ونحن نقترب من العام 2020، بأنه بات لدينا ملامح لعمل ثقافي يليق بفلسطين وعراقتها، كي نستطيع أن نحطم من خلال الثقافة الجدران والحواجز، ففلسطين تستحق الكثير من العمل".

وعرج بسيسو على زيارته والوفد المرافق له لقرية الولجة، وموقع أقدم شجرة زيتون في العالم، ويتجاوز عمرها وفق تقديرات علماء طليان 5500 عام، وهنا تتكامل الرؤية ما بين شعب ووجود وجذور تمتد لآلاف السنين، وما بين رؤية تقوم على الأمل والإرادة يخطها أبناء الغد .. وقال: نؤمن تماماً أن الحرية هي عنوان مستقبل فلسطين مهما بالغ الاستعمار في اضطهادنا، لأننا نؤمنا بحقنا في الوجود على أرضنا، وبحقنا في تاريخنا وتراثنا، وبحقنا في الحرية أسوة بكل شعوب العالم.

ووجه بسيسو شكره لكل من قدم جهداً وعملاً من أجل الوصول إلى ما تستحق بيت لحم وفلسطين في العام 2020، ولكل من عمل لأجل أن تكون بيت لحم عاصمة للثقافة العربية، "فمنذ العام 2016 وحتى اللحظة، هناك الكثير من الجنود المجهولين والمعلومين، ممن وقفوا جنباً إلى جنب، وعملوا بإخلاص من أجل تحقيق الرؤية لإنجاح هذا المشروع الوطني"، لافتاً إلى الجهود التي بذلتها فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم السابقة، وكانت بين الحضور، لدورها في تعميق الشراكة ما بين البلدية والوزارة وكافة المؤسسات الثقافية والأهلية، منذ بداية انطلاق التحضيرات في العام 2016، وهو الجهد المؤسس للمرحلة التي تلتها لإتمام هذه المسيرة"، مؤكداً إيمان الوزارة بـ"تتابع العمل، انحيازاً للمستقبل، ولبيت لحم عاصمة للثقافة العربية، وأولاً وأخيراً انحيازاً لفلسطين حرة وعاصمتها القدس".

وكان حفل الافتتاح انطلق بكلمة لمؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية القس د. متري الراهب، شدد فيها على أهمية دور الثقافة والفن في كسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، ومد جسور التواصل مع العالم في مواجهة جدار الفصل العنصري الذي يحيط بمدينة بيت لحم من ثلاث جهات، وهو الحفل الذي اشتمل على عرضين أولهما حول الأسرى الأطفال بعنوان "اختفاء"، والثاني عبارة عن لوحات مبتكرة من وحي الرقص الفلكلوري والدبكة الشعبية بعنوان "رقصة أمل".